📁 آخر الأخبار

المهن المطلوبة في المستقبل حسب تقرير منتدى الاقتصاد العالمي

وظائف المستقبل: المهن والمهارات المطلوبة بين عامي 2025 و2030 - دليل شامل لسوق العمل المتغير

يشهد سوق العمل العالمي تحولات جذرية نتيجة لتداخل مجموعة من العوامل المؤثرة، مما يستدعي فهمًا عميقًا لهذه التغيرات والتكيف معها. يشكل التقدم التكنولوجي، والتغيرات الجيو-اقتصادية، والتحديات الاقتصادية، والتغيرات الديموغرافية، والانتقال نحو الاستدامة البيئية، قوى دافعة رئيسية لإعادة تشكيل سوق العمل بحلول عام 2030

المهن المطلوبة في المستقبل حسب تقرير "مستقبل الوظائف 2025"
المهن المطلوبة في المستقبل حسب تقرير "مستقبل الوظائف 2025"

يقدم هذا المقال تحليلًا شاملًا لمستقبل العمل بناءً على تقرير "مستقبل الوظائف 2025" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، مع التركيز على المهن والمهارات المطلوبة في السنوات القادمة.

تقرير "مستقبل الوظائف 2025": نظرة شاملة لسوق العمل


استند تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي إلى رؤى أكثر من 1000 صاحب عمل عالمي بارز، ويغطي أكثر من 14 مليون عامل في 22 قطاعًا صناعيًا و55 اقتصادًا حول العالم. 

يقدم هذا التقرير نظرة عميقة حول كيفية تأثير الاتجاهات الكبرى على سوق العمل، والمهارات المطلوبة، والاستراتيجيات التي يخطط أصحاب العمل لاعتمادها لمواجهة التحديات المستقبلية.

الاتجاهات الكبرى المؤثرة على سوق العمل


تتفاعل مجموعة من الاتجاهات لتشكيل مستقبل العمل، أهمها:

التقنيات الناشئة: التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والأتمتة، أصبحت قوى رئيسية تعيد تعريف طبيعة الوظائف والمهام. هذه التقنيات لا تستبدل الوظائف بشكل كامل فحسب، بل تخلق أيضًا وظائف جديدة تتطلب مهارات متخصصة.

التحول إلى الاقتصاد الأخضر: مع تصاعد الوعي البيئي، يزداد الطلب على الوظائف المتعلقة بالطاقة المتجددة والاستدامة، مما يعزز دور هذه المجالات كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي. يشمل ذلك وظائف في مجالات الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وإدارة النفايات، وإعادة التدوير.

التحول إلى الاقتصاد الأخضر
التحول إلى الاقتصاد الأخضر
 

التغيرات الديموغرافية: بينما تعاني بعض الدول من شيخوخة السكان ونقص في القوى العاملة الشابة، تشهد أخرى زيادة سكانية ملحوظة، ما يؤدي إلى تفاوت في احتياجات سوق العمل بين المناطق المختلفة. يتطلب ذلك حلولًا مبتكرة لسد الفجوات في سوق العمل وتوفير فرص عمل مناسبة للجميع.

التقلبات الاقتصادية: الضغوط التضخمية والتجزئة الجيو-اقتصادية تشكل تحديات وفرصًا في آنٍ واحد، حيث تدفع الشركات إلى إعادة التفكير في استراتيجياتها، والبحث عن حلول مبتكرة لخفض التكاليف وزيادة الإنتاجية.

أنماط العمل الجديدة: يتزايد الاعتماد على العمل عن بعد والنماذج الهجينة، مما يغير بشكل جذري العلاقة بين أصحاب العمل والموظفين وطبيعة بيئات العمل. يتطلب ذلك تطوير سياسات عمل جديدة تضمن التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وتوفير بيئة عمل مرنة وجذابة.

المهن المطلوبة في المستقبل والأسرع نموًا بحلول 2030


في ضوء هذه التحولات العالمية، حدد التقرير أبرز المهن المطلوبة في المستقبل التي ستشهد نموًا كبيرًا خلال السنوات القادمة:
 
أخصائيو الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة: من المتوقع أن ينمو الطلب على هذه الوظائف بنسبة كبيرة بحلول عام 2027، حيث يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا متزايدًا في مختلف الصناعات.

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي
 
محللو البيانات ومهندسو الحوسبة السحابية: مع تضاعف حجم البيانات، أصبحت هذه الوظائف ضرورية لإدارتها واستغلالها بفعالية، مما يساهم في اتخاذ قرارات أفضل وتحسين الأداء.
 
خبراء الطاقة الخضراء: بدءًا من مهندسي الطاقة الشمسية إلى مديري المشاريع المستدامة، سيلعب هؤلاء دورًا محوريًا في تحقيق التحول نحو الاقتصاد الأخضر ومواجهة تحديات تغير المناخ.
 
متخصصو الأمن السيبراني: مع تزايد التهديدات الرقمية، أصبحت حماية البيانات والبنية التحتية الرقمية أولوية قصوى، مما يزيد الطلب على خبراء الأمن السيبراني.
 

المهارات الأكثر طلبًا في المستقبل


يتوقع التقرير أن حوالي 40% من المهارات الحالية ستصبح غير فعالة بحلول عام 2030. وللتكيف مع هذا التغيير، ستكون المهارات التالية الأكثر طلبًا:
 
التفكير التحليلي: قدرة ضرورية لحل المشكلات المعقدة بفعالية واتخاذ قرارات مستنيرة.
 
المرونة والتكيف: من المهارات الأساسية لمواكبة التحولات السريعة في بيئة العمل والتكيف مع المتغيرات الجديدة.
 
القيادة والتأثير الاجتماعي: مهارات لا غنى عنها في عالم يتسم بالتواصل الفوري والترابط الكبير، حيث يحتاج القادة إلى القدرة على تحفيز الفرق وإلهامها.
 
التعلم النشط: القدرة على اكتساب مهارات جديدة باستمرار والتكيف مع التطورات التكنولوجية المتسارعة.
 
الإبداع والابتكار: القدرة على إيجاد حلول جديدة ومبتكرة للتحديات المختلفة.

بالإضافة إلى اكتساب المهارات المطلوبة، يلعب دور الحكومات دورًا حاسمًا في تسهيل هذا التحول.

دور الحكومات في دعم التحول في سوق العمل


لا يقتصر دور مواكبة تحولات سوق العمل على الشركات والأفراد فحسب، بل يمتد ليشمل الحكومات التي تلعب دورًا محوريًا في تسهيل هذا التحول وضمان سلاسته وشموليته. 

تقع على عاتق الحكومات مسؤولية تهيئة بيئة مواتية لازدهار الاقتصاد الرقمي والأخضر، وتوفير الدعم اللازم للعاملين للتكيف مع المتطلبات الجديدة. يتجلى هذا الدور في عدة جوانب رئيسية:
  • الاستثمار في التعليم والتدريب.
  • وضع السياسات والتشريعات المناسبة.
  • دعم ريادة الأعمال والابتكار.
  • تطوير البنية التحتية الرقمية.
  • توفير شبكات الأمان الاجتماعي.
  • تشجيع الحوار الاجتماعي.

التدريب: استثمار في المستقبل


رغم أن العديد من الشركات تخطط لتدريب موظفيها، إلا أن التحديات المتعلقة بالتنفيذ ما زالت قائمة. لضمان مستقبل أكثر شمولية، يجب على الشركات تعزيز الاستثمار في التعليم والتدريب المستمر، وتوفير فرص متساوية للجميع لاكتساب المهارات المطلوبة.

الخطوات العملية للاستعداد لسوق العمل المستقبلي


بعد أن استعرضنا التغيرات المتوقعة في سوق العمل والمهارات المطلوبة، إليك بعض الخطوات العملية التي يمكنك اتخاذها للاستعداد لمواجهة هذه التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة:
 
اكتساب مهارات جديدة: حدد المهارات المطلوبة في سوق العمل المستقبلي، وابدأ في تعلمها من خلال الدورات التدريبية عبر الإنترنت أو البرامج التعليمية المختلفة.
 
بناء شبكة علاقات مهنية: تواصل مع العاملين في مجال اهتمامك، وحاول بناء علاقات مهنية قوية من خلال حضور المؤتمرات والفعاليات المهنية والتواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي المهنية.
 
البحث عن فرص تدريب: ابحث عن فرص تدريب عملية في الشركات والمؤسسات التي تعمل في المجالات التي تهتم بها، فهذا سيكسبك خبرة عملية قيمة ويزيد من فرص حصولك على وظيفة.

الخطوات العملية للاستعداد لسوق العمل المستقبلي
الخطوات العملية للاستعداد لسوق العمل المستقبلي
 
تطوير مهاراتك الشخصية: ركز على تطوير مهاراتك الشخصية مثل التواصل الفعال، حل المشكلات، العمل الجماعي، والمرونة، فهذه المهارات ستكون ضرورية للنجاح في أي مجال.
 
كن على اطلاع دائم: تابع التطورات في سوق العمل، واقرأ عن الاتجاهات الجديدة والتقنيات الناشئة، فهذا سيساعدك على البقاء على اطلاع واستعداد لأي تغيير."

عموما يتجه سوق العمل العالمي نحو إعادة هيكلة شاملة مدفوعة بالتكنولوجيا والابتكار والوعي البيئي. ستصبح القدرة على التكيف، والتعلم المستمر، والابتكار، عوامل حاسمة للنجاح في مواجهة التحديات المستقبلية. 

يعد تقرير "مستقبل الوظائف 2025" بمثابة خارطة طريق للشركات والأفراد على حد سواء، حيث يقدم رؤى قيمة للتكيف مع التحولات والاستفادة من الفرص الجديدة التي ستشكل سوق العمل في المستقبل القريب. 

من خلال التركيز على اكتساب المهارات المطلوبة والتكيف مع التغيرات، يمكن للأفراد والشركات الازدهار في سوق العمل المتغير باستمرار.
تعليقات